ميرال باشكايا فنانة تجريدية معاصرة يتمحور إبداعها حول التوتر الشعري بين الشكل واللون والعاطفة الداخلية. بعد حصولها على تعليم أساسي في الفنون الجميلة بجامعة باليكسير (بكالوريوس وماجستير)، شكّلت بصمتها الفنية المتميزة والمرتكزة على الإمكانيات التعبيرية للألوان الزيتية على القماش.

في ممارستها الاستوديوية، تدمج باشكايا ببراعة الهندسة الصارمة مع الإيماءة الحدسية. تخلق مساحات بصرية تبدو في آن واحد موزونة بدقة ومثيرة للقلق بمهارة. غالبًا ما تتكشف تركيباتها عبر طبقات اللون، والتشويه، وهيكلة الأجزاء، مما يدل على تفاعل ديناميكي بين الاستقرار والانهيار، وبين الوضوح والغموض.

يكمن في جوهر قصدها الفني اهتمام عميق بالترابط بين الحالة العاطفية، والذاكرة، وإدراك الفضاء. فمن خلال تفكيك الأشكال وإعادة تفسير حدودها، تُدخل المشاهد إلى بُعد تأملي؛ حيث يمتزج المرئي باللاوعي، وتصبح عملية التفكير الشخصي جزءاً لا يتجزأ من التجربة البصرية.

بالنسبة لباسكايا، الرسم ليس مجرد وسيط، بل هو منهج للاهتداء في متاهة الوجود. تؤكد قائلة: "الفن بالنسبة لي هو وسيلة لتهدئة الفوضى، والبحث عن النظام الخفي في الاضطراب — اللامرئي وراء حجاب المرئي". وهكذا، يصبح كل عمل بمثابة فعل بحث-حوار بين الزمن والذاكرة والتضاريس الصامتة للعقل.

من خلال لغتها التجريدية، تحث ميرال باشكايا المشاهد على إبطاء إدراكه، وعلى الشعور بدلاً من مجرد الرؤية، وإيجاد صدى لعالمه الداخلي في لوحاتها. تؤمن الفنانة بأنه في لحظة هذا التفاعل والاستجابة من جانب المشاهد، يتحقق الهدف الأصيل للفن.